أميركا، الدولة العظيمة الفارضة للعقوبات و المهيمنة اقتصاديا"، تشتعل نيرانها بعد خسارة مجنون البيت الأبيض الرئيس الخامس و الأربعون للولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب. لم تكن مفاجأة فوز جو بايدن على ترامب، فالمستشار في البيت الأبيض سابقا كان يدرس الأمور من تحت الطاولة و يرسم أحلاما و طموحات مع دعم أوبامي و لوسي قوي ليصبح The President of the United States. ربح جو بايدن الذي أخذ أعلى نسبة أصوات في تاريخ أميركا بين كل المرشحين السابقين على حسب الإحصاءات، أما ترامب الرجل السبعيني او الرئيس الإستثنائي بتصرفاته و تصاريحه و قراراته، سيلملم أغراضه و ميلينا و ايفانكا و الصهر من البيت الأبيض و يخلو الساحة للرئيس الجديد. و لكن هل ستخلو الساحة الشعبية؟
لم تكن الأصوات فقط من فضحت الأمور، فكانت المناظرة الأولى أول الفضائح على تعاطي الرجلين معا" و كمية الإتهامات و المذلات و الخلافات و السخرية كانت أبرز مثالا" على ذلك. أما المناظرة الثانية فقد إعتذر عنها ترامب بحجة الكورونا الكاذبة تهربا" من مناظرة أخرى تطيحه و شعبيته.
لطالما كان لترامب قاعدة شعبية كبيرة جدا "، فهذا الرجل الذي كان معروفا" على شاشة قديما " صار رئيسا" للبلاد لديه جمهور مجنون مثله تماما، في حين كانوا يصدقونه في كل كذبة يقولها كحصوله على جوائز نوبل و سيطرته على وباء كورونا و غيرها من الكذبات. هذه الجماهير لن تجلس مكتفة الأيدي، و الأيادي السرية ستحركها. فبعد وقف التصويت و بداية الفرز، نزل مناصرو ترامب إلى شوارع العديد من الولايات كولاية ديترويت و ويسكونسين و غيرها مطالبين بوقف الفرز و تحول الشعار من "أميركا أولا" إلى "أوقفوا الفرز الآن" تماما كتصريح رئيسهم الذي صرح بأنه قد فاز في الإنتخابات في حين لم ينتهي الفرز بعد ما جعله رئيسا مثيرا للشفقة . فما قاله فرويد حقيقيا" للشعب غريزة تسمى غريزة القطيع و الجمهور الترامباوي أكبر مثال. أما التظاهرات ما زالت على قدم و ساق، فأي شارع سيربح و هل سنشهد ثورة أميركية كبرة؟
هذا عن ترامب، أما الرئيس الجديد فيتبع سياسة الرئيس السابق باراك أوباما بطريقة أو بأخرى، إلا أنه أراد أن يكسب ود الدول المجاورة و قرر رفع العقوبات عن إيران إذا صار رئيسا" ، و السيطرة المباشرة على الوباء و التحالف من أجل نشر السلام و غيرها و كأنه Jesus of America. فبايدن يبدو متأثرا" بالأفلام الأميركية الهوليدية الوطنية و كأنه يريد أخذ دور الرئيس البطل الذي يريد مصلحة بلاده و المهدد بالقتل دائما". فعل سيكون بطل العهد و الولاية الجديدة أم سيبعث أميركا إلى سابع أرض؟