تواعد وصديقيه لتمضية بعض الوقت في الصيد. استفاق صباحاً، صلّى الفجر، قبل أن يحمل بارودة الصيد ويتوجّه من دون أن يدرك ذلك، الى نهايته. بطلقة نارية سقط، فخطت السطر الأخير من حياته... هو أحمد خالد العجمي، ابن بلدة مجدل عنجر الذي صدم الجميع برحيله المبكر.
لحظات الفاجعة
استفاقت البلدة البقاعية اليوم على هول الخبر المأسوي، فابنها الخلوق والمجتهد انطفأت شمعته الى الأبد. ووفق ما قاله قريبه المختار محمد ياسين لـ"النهار"، فإنّه "ما إن وصل أحمد وصديقيه الى السهل، وهمّ بالنزول من السيارة، حتى علق زناد البارودة ليخرج منها طلق ناري أصابه برقبته. سقط امام عيني من معه، غرق بدمه قبل أن يُنقل الى المستشفى وتُعلن مفارقة الروح جسده".
مصاب كبير
لا كلمات يمكنها التعبير عن المصاب الكبير، فالطالب الذي أنهى دراسته المدرسية، وبدأ يتحضّر لدخول الجامعة، "تناقش ووالده في الاختصاص المناسب، وكيف سيشق مستقبله، أصبح اليوم مجرد ذكرى"، قال المختار، مضيفاً: "ما حصل قضاء الله وقدره، فلكل منا أجل، وقد حان أجله. لا نقول الا ما يرضي الله، وعساه أن يصبرنا وعائلته على الكارثة التي حلّت علينا فجأة"، مؤكداً أنّ لا شُبهة حول ما حصل، فقد "سقط أحمد من طريق الخطأ، عندما أراد الترفيه عن نفسه في بلد لا يوجد فيه وظائف للشباب، فلا يجدون أمامهم سوى تمرير الوقت والخروج من المعاناة، إما الى الصيد أو السباحة ليغرقوا، أو الطائرة إذا كُتبت لهم الهجرة، في حين أنّ المسؤولين لا يعنيهم لبنان وشعبه، بل مصالحهم على حساب الجميع".
أصدقاء أحمد نعوه على صفحاتهم في "فايسبوك" حيث عبّروا عن حزنهم الشديد على فراق إنسان لم يعرفوا منه إلا كل خير، فهو كما وصفوه، "شاب آدمي وهادئ الى درجة أن لقبه هو أبو رايق، لم يفتعل يوماً اشكالاً، ولم يرد سائلاً له عند الحاجة، فقد كان انسانياُ الى ابعد الحدود، يخشى على مشاعر الجميع ويحب أن يرى من حوله مسرورين".
بعد ظهر اليوم، ووري أحمد في الثرى، وسط حزن كبير لفّ البلدة. "رحل عن الدنيا الا انه روحه الطيبة ستبقى في قلب كلّ من عرفه".