قصة عميل اسرائيلي «مسبّع الكارات»: تجنيد في ساحل العاج واختبار في عمّان والزوجة ضابط اتصال .
DATE:
17.10.2022
كتب رضوان مرتضى في صحيفة "الأخبار": أوقف فرع المعلومات، في العاشر من آب الماضي، إيلي ق. (مواليد ١٩٨٤) في بلدته مرجعيون بعد توافر معطيات حول تواصله مع استخبارات العدو الإسرائيلي عبر تطبيقات التواصل الاجتماعي. والموقوف خرّيج كلية الهندسة في الجامعة اليسوعية، و«مسبّع الكارات». أثناء دراسته اشتغل مصففاً نسائياً، وبعد تخرّجه عمل لمصلحة جمعية «ميرسي كور» غير الحكومية في إعادة تأهيل سوق مرجعيون بعد عدوان 2006، ومع جمعية أخرى، قبل أن يحظى بين 2007 و2011 بوظيفة مشرف على الأشغال اللوجستية مع قوات اليونيفيل، ثم عمل سائقاً لطبيب لسنة ونصف سنة. عام 2013 سافر إلى نيجيريا حيث عمل في شركة للمقاولات انتقل معها إلى السعودية لثلاثة أشهر. نهاية عام 2016، عاد إلى لبنان. في السنة نفسها سافر الى الدنمارك بهدف السياحة، وفي 2017 سافر الى تركيا حيث التقى حنين ج. التي ستصبح زوجته. في أواخر 2019 سافر إلى ساحل العاج لمدة شهر لملاقاة زوجته التي انتقلت للعيش هناك. عام 2020 غادر الى السعودية لمدة شهر حيث عمل لدى محام، ثم عاد الى لبنان حيث عمل لمصلحة مؤسسة إنسانية. في أيار 2021 سافر الى ساحل العاج حيث مكث حتى حزيران 2022. ومن هناك بدأت «رحلة العمالة». في التحقيق معه، قدّم الموقوف إيلي ق. أكثر من رواية، منها الرواية التالية: عام 2019، سافر إلى ساحل العاج والتقى «صديق الطفولة» طوني الحاج من بلدة القليعة، وهو زوج ابنة خالته، وطلب مساعدته في الحصول على فرصة عمل في ذلك البلد الأفريقي. والحاج هذا عميل سابق في جيش العميل أنطوان لحد، غادر لبنان مع جيش الاحتلال عام 2000. بدأ تواصله مع الموساد الإسرائيلي في آب 2021، عبر شخص يدعى «رامي»، وهو يهودي يعمل في محل لبيع الذهب في مجمّع Prima Mall التجاري في ساحل العاج. وقال الموقوف إنه سأل «رامي» عن إمكان الحصول على عمل، فطلب منه تقديم طلب، أبلغه بـ«أننا جيران» كونه من «أصول إسرائيلية»، وأخبره بأن «هناك كثيراً من الذهب في مرجعيون يمكن الاستفادة منه إذا تمكّنت من إحضاره من لبنان». بعدها، وصله «رامي» بشخص يدعى «آدم»، سأله الأخير عن مدى قدرته على التنقل بحرية في جنوب لبنان، وما إذا كان مقرّباً من حزب الله أو لديه أصدقاء أو أقرباء من مؤيدي الحزب. ثم صارحه بأنه ضابط في جهاز أمني إسرائيلي، وعرض عليه جمع معلومات عن حزب الله وتنفيذ مهمات أمنية، فوافق على العرض. بعدها تم الاتفاق على اللقاء للتعارف، وطُلب منه أن يستعد للسفر إلى لبنان لتنفيذ مهمة تتعلّق بوجود آثار في فندق La Villa في بلدة الخيام، ورسم «خطيطة» تُظهر مداخل الفندق ومخارجه. وبالفعل، وصل إيلي إلى لبنان في آذار الماضي بحجة حاجة زوجته للخضوع لعملية نسائية. بدا أنّ المهمة كانت اختباراً من الموساد للموقوف الذي بقي في لبنان ١٥ يوماً قبل أن يُغادر وزوجته إلى ساحل العاج. هناك، تلقى اتصالاً من مشغّله «آدم» طلب منه ملاقاته في الأردن حيث فشل في اختبار على جهاز كشف الكذب، فأبلغه «آدم» عدم متابعة العمل معه مع إمكان معاودة الاتصال به، وأعطاه مبلغ 5100 دولار، وقال له إنه كلّفه الكثير بلا جدوى، واتهمه بأنه قد يكون عميلاً لأحد الأجهزة الأمنية أو أحد الأحزاب. إفادة جديدة بعد فترة، خضع الموقوف لجولة جديدة من الاستجواب. ولدى سؤاله مباشرة عن دور «صديق الطفولة» في تأمين التواصل مع الموساد، ارتبك وتصرف على قاعدة أن لدى المحققين معلومات تبيّن كذب إفادته الأولى، فقدّم رواية مختلفة جاء فيها أنه تواصل مع طوني الحاج وشكا إليه سوء أوضاعه المادية وطلب منه المساعدة في العثور على فرصة عمل له تؤمن له ولزوجته حنين حياة كريمة، وتساعده في توفير كلفة علاج والدته التي تعاني مشكلات في الجهاز العصبي. فأبلغه الحاج بأنّه يمكن أن يساعده في تعريفه إلى «صديق» يؤمن له عملاً يغيّر مسار حياته، لكنه نبّهه إلى أنّ ذلك قد يُعرّضه لمخاطر، كون صديقه، واسمه «آدم»، ضابطاً في جهاز أمني إسرائيلي. وافق الموقوف على «العرض»، فطلب منه الحاج فتح حساب على «فايسبوك» وإنشاء بريد إلكتروني. مرّ أسبوعان قبل أن يتواصل «آدم» معه ويبلغه بأنّ طبيعة عمله ستكون جمع معلومات عن أحد الأحزاب في لبنان وتنفيذ مهام أمنية. وطمأنه إلى أنّ هذا العمل سيؤمن له «حياة كريمة مادياً ومعنوياً، وسيشعر بتغيير في حياته خلال أيام». كما سأله عن شقيقه وهو رتيب في الجيش اللبناني، وعما إذا كان سيخبره بعلاقته به، فأجابه بالنفي.