رأى الدكتور شيبان هيكل المدير السابق لكلية الهندسة الفرع الأول بطرابلس حول موضوع ما وصفه ب" سمسرات الغاز وخطوط الترسيم".
وقال:جاء في مقدمة الدستور اللبناني:أ - لبنان وطن سید حر مستقل، وطن نهائي لجمیع أبنائه، واحد أرضاً وشعباً ومؤسسات في حدوده المنصوص عنها في هذا الدستور والمعترف بها دولیاً .
وتابع: "وطن نهائى" أرضاً وشعباً"!!!!! فكيف يكون هذا ونحن بعد ١٠٢ سنة من إعلان دولة لبنان الكبير لا نعرف حدوده ولم نرسمها لا مع الشقيق ولا مع العدو؟ إسرائيل اكتشفت ان عندها غازا قبالة السواحل وبدأت بالتنقيب منذ سنوات، والآن وصلت سفينة الاستخراج والتسييل والضخ اليونانية ورست فوق حقل كاريش، وبدأ العمل وسيظهر اول "الغيث" الاسرائيلي في غضون ثلاثة أسابيع، ويضخ في أنبوب من كاريش إلى الشاطئ شمال حيفا، ومنها يحمّل في سفن تمخر البحر إلى أوروبا وبلاد الله الواسعة. وقريباً سيكون النقل في أنبوب إلى أوروبا بدل السفن.
وقال: اما نحن، فقد اكتشفنا أن عندنا غازا قبالة سواحلنا منذ سنوات، وبدأنا السجالات والسمسرات بدل التنقيب، ولا نزال نسمسر على خطوط ترسيم برية وبحرية. نضع خطاً ونعتمده بمرسوم في مجلس الوزراء ونرسله إلى الأمم المتحدة ( خط ٢٣). وبعد وقت يظهر لنا خط آخر (خط ٢٩) على أنه يضمن حق لبنان في مياهه وثروته الغازية ولكن، لم نقم بأي خطوة لتأكيد هذا الخط. لم نعدل المرسوم السابق واسميناه خط التفاوض وليس خط الحق الشرعي.
وقال: بدأت إسرائيل استخراج الغاز ونحن ما زلنا نختلف ونسمسر. أوروبا بحاجة اليوم للغاز كبديل عن الغاز الروسي (بسبب الحرب الروسية الأوكرانية والعقوبات). الغاز الاسرائيلي والمصري جاهز للبيع. أما نحن، لو بدأنا التنقيب اليوم علينا أن ننتظر حوالي ٧ سنوات لاستخراج اول "جرة غاز" من ثروتنا. وقتها لن تكون أوروبا بحاجة لغازنا. أوروبا والعالم يتجهون إلى الطاقات البديلة وسيستغنون عن معظم انتاج الغاز من شرق المتوسط.
أضاف: لقد تمّ تقسيم المنطقة الاقتصادية البحرية اللبنانية إلى ١٠ بلوكات. البلوك ١ و٢ محطّ خلاف وعدم ترسيم حدودنا البحرية الشمالية مع الشقيقة سوريا. البلوك ٨ و ٩ و ١٠ محطّ الخلاف الحالي وترسيم الحدود مع العدو الاسرائيلي. وهنا السؤال الأهم: لماذا لم يتم التنقيب في البلوكات الأخرى (٣ و ٤ و٥ و ٦ و ٧) حيث لا خلاف عليها مع أحد منذ سنوات؟ (على فكرة وحسب المعلومات فإن تقرير شركة توتال التي نقّبت على الغاز في بلوك ٤ والذي يقول بعدم ظهور مؤشرات لوجود الغاز، هو تقرير له طابع سياسي ولا ينطبق على الواقع). لو بدأ التنقيب من وقت الاكتشاف لكنا الآن نستخرج الغاز ونبيعه بالفريش دولار ، وكنا "لحقنا حالنا" طالما أوروبا بحاجة للغاز الآن. من يتحمّل مسؤولية هذه الخسائر الضخمة يا ترى؟
وختم متسائلا:هل من جواب يشفي غليل هذا الشعب المقهور والمسروق؟ وما هي سبل المحاسبة يا ترى؟