بسم الله الرحمن الرحيم
"وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ" صدق الله العلي العظيم
الحمدالله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد (ص) وآل بيته الطيبين الطاهرين الذين لا يتركوا العيون التي بكت لمصابهم.
على مدار أسبوعين متتاليين أبى فيروس كورونا منحي حرية التنفس والحركة، تأرجحت روحي بين الحياة والموت، تلاشت قوتي وقدرتي على التنفس وغاب صوتي ، ولم يكتفي الوباء اللعين بمصارعة جسدي ليلا ونهارا، بل حاول المس بروحي المعنوية وكانت المواجهة الاصعب فنصرني وعافاني الله وانا المؤمن بامتحانه وعطفه وقدرته ورحمته وتسليمي لأمره والصبر، الى جانب الدعم المعنوي الكبير الذي وفره لي أخوة وأحبة في حركة أمل، هذا الدعم جعلني طواقا للحياة اكثر والعودة الى خير العمل وممارسة عملي ونشاطي وأكون حيث يجب ان اكون بين اخوتي في هذه الحركة التي تستحق العطاء من أجل الانسان والوطن.
اسمحوا لي ان أبدأ أولى أنفاسي بالشكر والامتنان للمستشفى(ادارة وفريق عمل) التي وفرت لي حسن الرعاية وأخص بالشكر مديرها الدكتور محمد حمادة الذي اشهد له بانسانيته وللطاقم الطبي هؤلاء الجنود المجهولين الذين ما نامت عيونهم المليئة بالتعب والقلق والخوف والعطف والأمل، لهؤلاء مني جميعاً أينما كانوا ألف سلام وتحية واحترام....
وللأخ الرئيس الحبيب النبيه بري العين الساهرة وصمام الأمان، شكرٌ وامتنان على كل رعاية واطمئنان، هذا الرجل الذي لم يوفر فرصة وجهدا من اجل ان يتعافى الوطن والمواطن، هذا الرجل الذي حمل أمانة القائد السيد موسى الصدر وحمل معها قلق وأوجاع الفقراء والمساكين، وحمل على كتفيه هموم وطن وأمة وفي قلبه محبة وقوة ليؤمن كل مقومات الصمود لمواجهة التحديات والصعاب وتوفير بيئة مقاومة وأمان لكل جهات الوطن...
وشكر النبيه لا ينتهي وهو موصول بعائلتي الكبيرة حركة أمل التي أعتز وأفتخر أن أكون فرداً منها ولها، وأشكر جميع كوادرها على كافة المستويات في لبنان والاغتراب الذين غمروني بمحبتهم وعطفهم ووقوفهم الى جانبي، فكانوا سندا حقيقيا ومساهم اساسي لخروجي من هذه المحنة متعافيا، ومن هنا أتوجه اليكم فردا فردا لأقول لكم : أنتم يا إخوتي الأوفياء، لقد وجدت بكم أهل للصدق والاخوة والتراحم، لقد شعرت بقلوبكم الحريصة تفيض محبة، فشعرت بقوة وسعادة لا يمكن وصفها، وأيقنت ان حركة أمل بخير و إرث سماحة القائد السيد موسى الصدر لا زال مزروع بين أبناء هذا الخط والنهج..نتألم اذا تألم أحدنا ونفرح لبعضنا البعض، "كمثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى"...فاقول لكم سنبقى يدا واحدة متكاتفين متضامنين متعاونين لما فيه خير حركة أمل وخير الانسان والوطن، بتكبروا القلب...
رئيس التفتيش المركزي في حركة أمل
أخوكم ربيع شمص