يشكّل رحيل دونالد ترمب مبعث ارتياح بذاته، ويؤشر الى مرحلة جديدة مختلفة مقبلة على المنطقة برمتها. وقد استعدت لها دول الخليج وتحسّب لها العرب والايرانيون على حد سواء. في الاساس يمكن الحديث بثقة عن بذور اولى بدأت تغرسها دول عربية على طريق العلاقة الخليجية مع ايران. بدأت بعض الدول في الخليج كما ايران تستشعر الحاجة الى تبدل في مناخ العلاقة المتوترة.
واذا كان الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن لم يعلن اي موقف على صلة بملفات المنطقة او لم يتخذ اي اجراء تجاه ايران، الا أن الاخيرة تنظر بايجابية الى تولي الرئيس الجديد وهي وضعت للتعاطي معه استراتيجية عبّر عنها وزير خارجيتها جواد ظريف يوم أعلن مؤخراً عن سياسة خطوة مقابل خطوة اي ان الايراني ينتظر خطوة من الاميركي كي يلاقيه بخطوة مشابهة. تقييم إيراني ايجابي للمرحلة المقبلة عنوانه ايا كان الرئيس الجديد وسياسته فلن يكون بسوء الرئيس السابق نفسه مع اريحية لتصريحات بايدن والمقربين منه فضلاً عن تعيين اطراف سبق وان شاركوا في اعداد الاتفاق النووي كأنطوني بلينكن.
تقول مصادر مطلعة على موقفه، ان الايراني لم يعد يشترط العودة الى الاتفاق النووي حيث وجود العراقيل أمر محتمل ولكنه يريد خطوات تتعلق برفع العقوبات يملك الرئيس بايدن صلاحيات برفعها ان اراد.
وتابعت: مؤخراً وبعد تكليف الرئيس سعد الحريري تشكيل الحكومة، لم تعد تخفي الامارات دعمها للرجل وهي ابلغت هذه الحقيقة مسبقاً الى رئيس مجلس النواب نبيه بري، ولذا هي في صدد دعمه والبداية منح لبنان من خلاله مليون لقاح ضد كورونا. ويعول الحريري ذاته على دور للامارات في تليين الموقف السعودي تجاهه والذي لا بد ان يحصل في ظل التحولات التي ستقبل عليها المنطقة.
معالم تفاؤل لا تلغي وجود تحفظات ومخاوف. ربما كانت نقطة الضوء رحيل دونالد ترامب وتسلم خلفه جو بايدن، لكن هل يمكن اغفال ان فريق عمله بغالبيته من الاميركيين اليهود بمن فيهم زوج نائبة الرئيس. جرعة تفاؤل يحتاجها الجميع سواء كانت ايران او دول الخليج بعد ان انهكهم جنون ترامب.
وفي خضم مرحلة التحولات الجارية في المنطقة، يقف لبنان على رصيف الانتظار حيث لا تزال المبادرة الفرنسية في غرفة العناية وليس معروفاً ما اذا كانت الايام المقبلة ستشهد إعادة انتعاش لهذه المبادرة لا سيما في ضوء اي اتفاق ايراني - اميركي مرتقب، لكنّ الأمل في ذلك لا يزال ضئيلاً والمطلوب أقله حتى الآن أن تبقى ولو مجرد شعار يستظل تحته المسؤولون في لبنان.
نداء الوطن