جريدة الأخبار - رضوان مرتضى
قررت منظمة ماغ الخيرية لنزع الألغام العاملة في جنوب لبنان الاستغناء عن ١٣٠ موظفاً بعدما قررت بريطانيا وقف التمويل عن لبنان. كذلك قررت الشركة النروجية NPA التي تتقاضى تمويلاً بريطانياً صرف ٦٠ موظفاً بالطريقة نفسها. المريب أنّ سبب صرف نحو ٢٠٠ موظف لم يكن بسبب الأزمة الاقتصادية أو فايروس كورونا أو لسوء أدائهم، إذ أبلغتهم المنظمة أنّ الحكومة البريطانية قررت وقف التمويل لأسباب سياسية.
بدأت منظمة «ماغ» العمل في جنوب لبنان منذ العام ٢٠٠١. وصل المؤسّسون، وهم من الجنسية البريطانية، إلى لبنان قبل أن يبدأوا رسمياً بالتنسيق مع الجيش في آذار ٢٠٠١. وبعد نحو عشرين عاماً، ورغم أنّ البرنامج مقرر انتهاؤه عام ٢٠٢٥ لتطهير جميع المناطق الملوثة بالقنابل العنقودية والمتفجرات الإسرائيلية المخلّفة من جراء الحرب، إلا أنّ الحكومة البريطانية، وفي ما يبدو أنه في إطار إطباق مزيد من الحصار على لبنان، قررت وقف تمويلها لأسباب سياسية. أُبلغ المديرون العاملون، في أحد الاجتماعات، أن «حكومة صاحبة الجلالة» قررت وقف تمويل أي عمل في لبنان وسيريلانكا، من دون أن توضح الأسباب. وقد تلقّى العاملون في شركة ماغ (MAG) بريداً إلكترونياً قبل أيام من مدير البرنامج سيلفان ريفورت، أعلن فيه إعجابه وفخره بالعمل الذي قدمته المجموعة الاستشارية لنزع الألغام، على الرغم من أن عام ٢٠٢٠ كان مليئاً بالتحديات، من فيروس كورونا إلى عدم الاستقرار السياسي، وزيادة التدهور الأمني، واستمرار الأزمة المالية والاقتصادية، وانفجار ميناء بيروت البحري. غير أن مدير البرنامج توجه إلى الموظفين بالقول: «يؤسفني أن أبلغكم بأن حكومة المملكة المتحدة التي تموّل الأعمال الإنسانية المتعلقة بنزع الألغام في إطار وزارة الخارجية والكومنولث والتنمية، قررت عدم الاستمرار في دعم مكافحة الألغام في لبنان في 2021 بنهاية المنحة الحالية. ولفت إلى أن هذا القرار «ليس مرتبطاً بأداء المجموعة الاستشارية للألغام وشريكتها NPA))، بل هو قرار سياسي مرتبط بأولويات الحكومة البريطانية وباستراتيجيتها».
أكمل البريد شرح نتائج هذا القرار على برنامج العمل، قبل أن يخلص إلى أنّ ذلك سيترتب عليه فصل عدد كبير من العاملين. وهذا الرقم الذي كُشف عنه، يعني أكثر من ثلث العاملين في هذا المجال، علماً بأنّ مصادر في المنظمة كشفت لـ«الأخبار» أنها كانت قد تعاقدت مع عدد جديد من العاملين قبل أشهر قليلة، في إشارة إلى أنّ أحداً لم يكن يعلم بأنّ هناك توجهاً لوقف البرنامج، وأن قرار وقف التمويل البريطاني كان مفاجئاً ولأسباب سياسية. وبناءً على هذا القرار، فإنّ القسم الأكبر من العاملين سيتوقف عن العمل بحلول شهر نيسان المقبل. أما المعايير التي اعتُمدت فقد كانت مفاجئة، لكونها شملت أشخاصاً كانوا من المؤسّسين في لبنان، أبرزهم مدير أمن «ماغ» الذي كان يحمل البطاقة الرقم واحد في المؤسسة.