الحلول السريعة التي تترافق مع اطلالات السيد .... صدفة أم ضغط خارجي ؟
DATE: 25.06.2021

 لا يخفى على أحد فساد السلطة السياسية في لبنان وخضرمتها وتفننها في اذلال هذا الشعب وليس آخر فنونها طوابير الذل التي تتفاقم يوما بعد يوم على وأمام محطات المحروقات في لبنان هذا المشهد المذل والساكتة عنه جميع الأقطاب السياسية دفع بالأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بالخروج شاهرا سيفه معلنا أن استمرار هذا الامر سيدفع حزبه للذهاب إلى ايران واستيراد المحروقات بالليرة اللبنانية وعبر مرفأ بيروت متحديا الدولة بأن تمنع المحروقات عن الشعب اللبناني هذه الجملة التي قلبت الموازين في الشارعين الشعبي والسياسي حيث قام من اعتبر الطوابير جهادا بتغيير رأيه فورا ليقول عنها طوابير ذل بعد أن بُحّتْ حناجرنا ونحن نحاول اقناعهم ولكن دون جدوى أما على صعيد الشارع السياسي فقد استنفر الاخصام فورا بآرائهم المنددة وعلى صعيد الحركة السياسية أدت الى تحرك سريع من مصرف لبنان في اليوم التالي مباشرة بفتح اعتمادات بقيمة 250 مليون دولار للبواخر التي قيل أنها تكفي لمدة اسبوعين وتريح المواطن قليلا إلا أن هذا لم يروِ السوق العطشى بل أدى الى زيادة الطلب نتيجة عدة أمور ابرزها: التهريب الذي دفع بالدولة السورية يوم أمس للتعبير عن سخطها على هذا الموضوع وتأثيره السلبي على الاقتصاد السوري في هذه الفترة الحرجة إضافة الى احتكار البنزين من قبل نافذين في لبنان وتخزين جزء آخر في المنازل هذا الأمر الذي ترافق مع ارتفاع سعر صرف الدولار الذي أدى الى بدء تحرك الشارع وزيادة وتيرة الإحتجاجات رافقه التلويح بالحلول عبر فتح اعتمادات عبر سعر صرف 3900 بالتأكيد ليس سببه هذه التحركات ولا احساس من الدولة الغائبة بهذا الشعب الذي يذل يوميا لماذا تذكرت اليوم أن تسرع بالحل؟ ألم تر الناس الا اليوم وهي مذلولة؟ أم أن الإعلان عن كلمة للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله عجل في اتمام هذا الأمر ماذا كانت ستتضمن كلمة السيد حتى هب النائمون الغائبون عن أوجاع الشعب ليتفقوا فجأة على فتح اعتمادات على سعر صرف 3900 بالتأكيد هو ليس شعورهم بمعاناة الشعب فالشعب يعاني منذ أشهر بل الأكيد أن هناك تدخلا خارجيا ( اميركيا) سرع في هذا الأمر لقلب الموازين لعدم توغل المشتقات النفطية الإيرانية الى لبنان وذلك قبل ساعات من كلمة السيد والتي على الارجح كان سيعلن فيها قيام الحزب بجلب المحروقات من ايران كما أشار في كلمته في ذكرى انطلاق قناة المنار هذا الضغط الذي هدفه فقط التغيير في نمط كلمة السيد وهذا ما سنلاحظه لماذا 3900 ؟ يشير الاتفاق الذي سيوقع اليوم في قصر بعبدا إلى أن الاعتمادات التي ستفتح ستكون على سعر صرف 3900 ولمدة 3 أشهر مما يعني أنه حل مؤقت وليس دائما هذا اذا توفرت المحروقات ولم تسرق أو تتبخر كما حصل ويحصل اليوم أي أنه بعد ثلاثة أشهر سنعود لنرى الطوابير هذا إن اختفت أصلا وسنعود ونرى الدعم يرتفع ليصبح مع الوقت سعر المحروقات موازيا لسعر صرف الدولار في السوق السوداء ولكن يبقى السؤال من أين وبقدرة قادر فجأة تأمنت الدولارات لدى مصرف لبنان على 3900 لاستيراد المحروقات وحاكمه الذي رفض دفع ما يقارب خمسة ملايين دولارات منذ مدة لصيانة معامل الكهرباء ألا تلاحظ أن سعر صرف الدولار الذي سيتم استيراد المحروقات على أساسه يوازي سعر صرف الدولار الذي استلمت الناس جزءا من ودائعها من المصارف على أساسها أليست هذه الدولارات التي ستدفع للمحروقات هي بذاتها الدولارات التي قبض قيمتها المودعون ودائعهم بالليرة اللبنانية لماذا 3900 وليس 3000 أو 3500 أو 4000 فتح اعتمادات على سعر صرف 3900 يجعل مصرف لبنان لا يدفع شيئا منه بل من أموال المواطنين المودعين المحجوزة أموالهم لديه لا بل استفاد من فرق العملة بين السعر المدعوم والسعر الحقيقي في السوق السوداء ويبقى الرهان اليوم على المعطيات التي سيقدمها ن. ص. ر الله في جميع الملفات أبرزها الملف الحكومي وليس آخرها الوعد بجلب المحروقات من إيران التابعون عاطفيا سيميلون دون أي تفكير الأعداء سيفرحون اكثر والمنطقيون سيضعون الف علامة استفهام ان رضي السيد بالحل السريع الذي أوجده الساسة وهو العالم بأن هذا المشكل سيعود بعد ثلاثة أشهر وأن طوابير الذل ان اختفت مؤقتا ستعود لاحقا ولكن يبقى المواطن الفقير هو الضحية ومن يدفع الثمن اذا لم يكن الحل جذريا

رضا دياب/موقع ارزي

Programmed By Alaa Moubayed(03/082841)